تشير الروايات الشفوية والموثقة الى ان جميع ابناء القرية ينحدرون من صلب رجل واحد لذلك فانهم ينتمون الى عائلة واحدة ويحملون اللقب ذاته المقترن باسم قريتهم وهو (السرطاوي) ويتحدث الجميع عن المذبحة التي تعرضت لها سرطة وأهلها مطلع القرن السابع عشر الميلادي , كما يتفق الرواة على انها حدثت عام 1600 للميلاد حيث قام المهاجمون بقتل كل ما يمت الى الحياة بصلة في هذه القرية الوادعة, ودمروا الحرث والنسل فيها, ولم يبق احد ممن كان فيها على قيد الحياة سوى امراة واحدة.
تؤكد الروايات الشفوية المتداولة ان الناجية الوحيدة من أهالي سرطة كانت سيدة تقيم عند أهلها في قرية بروقين المجاورة لحظة وقوع المذبحة , وكانت في شهور حملها الاخيرة, وقد انجبت فيما بعد ولدا حرصت على تربيته في حماية أخواله وأطلقت عليه اسم (صلاح الدين) وكان والد الذي توفي في المذبحة اسمه (صالح) , لينشأ ليس يتيم الأب فقط بل ومقطوع الجذور ايضا بسبب مقتل اهله جميعا وعندما بلغ ذلك الطفل سن الرشد تزوج ابنة شيخ قرية كفر الديك المجاورة, وبعد أن قضيا بعض الوقت متنقلين بين قريتي بروقين وكفر الديك عاد معها الى ارض ابائه واجداده في قرية سرطة التي كانت خاوية في ذلك الوقت, وأنجب منها خمسة من الأبناء الذكور ( مصلح وصالح ومحمد (الملقب بصرصور) واحمد (الخطيب ) وصلاح) هم الذين انحدر من صلبهم جميع ابناء سرطة, حيث تؤكد الروايات التي يتناقلها السرطاويون انهم جميعا ابناء عمومة.
وعودة الى المذبحة التي حدثت للقرية في مطلع القرن السابع عشر ميلادي فقد كانت على يد رجال جاؤا من قرى مجاورة والسبب في المذبحة يعود الى استغلال أحد الموظفين الكبار في الحكومة العثمانية وهو من أبناء قرية سرطة لوظيفته, حيث قام باختطاف فتاتين من بنات قرية مجاورة, وبسبب تلك المذبحة قام قسم من أهالي سرطة بمغادرتها الى شرق نهر الأردن.
ويوجد هناك عزبة في اراضي بلدة كفر قاسم ما تزال تحمل اسم (عزبة سرطة) حتى اليوم وتملك حوض الاراضي رقم (8886)وهي عزبة تعود ملكية اراضيها لبناء سرطة وربما كانت جزءا من تلك الرض التي استولى عليها مصلح وجيشه في منصف القرن السابع عشر ميلادي.
عزبة سرطة

ويوجد كذلك من الأثار مصحف شريف بخط اليد كتب سنة 1173 للهجرة الموافق 1759 ميلادي كتبه ابن القرية عبدالحق بن صالح بن صلاح الدين وهو واحد من خمشة عشر مصحفا كتبها بخط يده شاملا احكام التجويد ودعاء الختمة.
ويوجد كذلك مسجد القرية القديم والذي يعتبر م أهم الأماكن الدينية في القرية وهو مسجد عمري حيث نقش على أحد أعمدته الرخامية جملة تقول (بناه عبد الرحمن بن عمر) وكذلك يوجد مقام لأاحد الصالحين واسمه (الشيخ عبدالله)
وما عرف عن أهالي قرية سرطة أنهم يحبون العلم والتعليم ففي القرن التاسع عشر كان مجموعة من أبناء القرية يدرسون في الزهر الشريف وقد تخرجوا منه أمثال الشيخ محمد خليل سليمان والشيخ أحمد سعيد العالم والشيخ خالد سعيد المعطي ومنهم من درس في جامع الجزار بعكا أمثال الشيخ عبد القادر الخليل والشيخ عثمان أحمد العثمان والشيخ ابراهيم محمد ابراهيم والشيخ يعقوب محمد اليعقوب وغيرهم.